من أقسى ما كُتب في الأدب
من أقسى ما كُتب في الأدب :
عندما تطلقت أمي ورحلت لحال سبيلها، أجبرنا والدي على عدم زيارتها، وكانت الأيام كفيلة بأن أنساها وأعتاد على زوجة أب سيئة.
أخي الذي كان يغيب عن المنزل لليلة او أثنتين، لم يأبه حتى يعود للعقاب الذي ينتظره، ومع الكثير من الركل والصفع كان يتظاهر أنه فاقد للوعي، فينفذ من الأعتراف عن مكان غيابه .
كنت صديق أخي الوحيد مع ذلك لم يخبرني أيضاً أين كان يقضي الأيام التي كان يغيبها ربما لأني كنت جباناً وأخاف من ظلي.
يوماً أتذكر أنه دام على غياب أخي أكثر من ثلاث أيام وكان والدي يستشيط غضباً ولكثرة ما ألحت عليه زوجته كاد أن يسبب له موتاً مؤقتاً ما هي الا ساعة واحدة كان ممدداً على أرضية الغرفة غارقاً بدمائه..
عندها أدركت أن الوحدة كفيلة أيضاً بجعلي أنساه هو الآخر.
في ليلة باردة وجدت تحت وسادته رسالة قال فيها :
"واصل زيارة أمنا فهي عمياء ولن تفرق صوتنا واصل رعايتها تحت التعذيب ولا تشعرها أن أحدنا قد رحل"