لست نادما
انفصلت صديقتي عن زوجها بعد سنوات من حياة تشبه الموت، عانت فيها كل أنواع الإهانة، وكل أوجاع الخيانة، صديقتي التي كان الكلام يذوب على شفاه خوفها فلا تنطقه انتفضت مرة واحدة، وحين سألتها عن سبب الجرأة المفاجئة قالت إن الصمت لا يأكل اللسان فقط، لكنه يأكل الإنسان كله، ثم أردفت: "أنا أستحق البقاء ولا أريد أن أفنى" !
على نحو مشابه، قرأت منشوراً عن وفاة فتاة كان آخر ما كتبته على صفحتها قبل وفاتها بيوم أنها ستموت مخنوقة بالكلام الذي لا تستطيع قوله، لم أعرف سبب الوفاة وهل القصة حقيقية أم لا، لكنني على يقين أن تراكم الكلام في الرئتين أشد فتكاً من تراكم الماء، إنه يقتل ندماً، ويقتل ألماً !
يقول أراغون:
"لست نادماً في حياتي على شيء قدر ندمي على امتلاء فمي بكلمات لم أقلها"
إياك وهذا الندم، واجه السيئين بحقيقتهم، اكشف للخائنين سوء فعلتهم، قل للكاذبين إنك في غنى عن مودتهم، أنت أسمى من هدر العمر في علاقات ما منها رجاء، أقوى من الإصابة بأمراض ما لها دواء، وتذكر دائماً : أنت تستحق البقاء لا الفناء !
منقول بتصرف