قصة مؤلمة

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

لا تستعجل في الحكم على الآخرين...

معلمة تقول : دربت مجموعة من الأطفال في نهاية العام الدراسي، لأداء نشيد  أمام أمهاتهن في تلك الحفلة.

وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الافتتاح والتخرج، وبدا النشيد، غير أن ما عكر ذلك الاستعراض الجميل، هو أن إحدى الطفلات، تركت  الإنشاد مع زميلاتها، وأخذت تحرك يديها وجسمها وأصابعها  وملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالكاريكاتيرية)، إلى درجة أنها كادت تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.

وتقول المعلمة: حاولت أن أنهرها وأنبهها على الانضباط دون جدوى، إلى درجة أنني من شدة الغضب كدت أسحبها عنوة، غير أنني كلما اقتربت منها، راوغتني كالزئبق، وتمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع، وأخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما يحصل ...

ووقعت عيناي على المديرة التي سال عرق وجهها من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول: لا بد أن نفصل ونطرد تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة، فشجعتها على ذلك.

غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.

وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوه قائلة لها: لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟!

فقالت: لأن أمي كانت موجودة، فتعجبت من ردها الوقح ذاك، ولكنني صدمت عندما قالت لي بكل براءة: إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم لها (بالترجمة) لها على طريقة (الصم البكم)، لكي تعرف هي كلمات النشيد الجميلة، وأريدها أن تفرح كذلك مثل بقية الأمهات.

وما أن سمعت تبريرها حتى انهرت وحضنتها وبكيت رغماً عن أنفي، وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى بكاء.

ولكن أجمل ما في الموضوع أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها، ومنحتها لقب: (الطفلة المثالية).

وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس وهي تقفز على قدميها

لاتنفعل من بعض المواقف بسرعة ولا تستعجل في الحكم على الآخرين

بسبب-سوء-الظن......

 كرِهنا بعضنا، وقلَ لقاؤنا ، وقطعنا رحمنا