اضبط ساعة عمرك
⌚اضبط ساعة عمرك
مقالة مميزة للمحرر فوزي صادق في صحيفة الشرق القطرية ..
يقول الكاتب: كنت بحفل، وكان الحضور يتصافحون ويتبادلون الابتسامات ، وإذا برجل عجوز مر بالقرب مني ، فدنا منه رجل يرتدي لباساً أنيقا فقبل رأسه وقال له : كيف حالك عمي ..؟ فرحل الرجل مع ابتسامة صفراء .
من كان بجانبي ، اقترب مني وهمس بأذني: هل تصدق أن الرجل الأنيق بنفس عمر الرجل العجوز ..؟ فقلت : غير معقول! قول غير هذا الكلام ...!!!
فقال: نعم، هذا هو الواقع ، وكل مرة يراه يقبل رأسه ويقول له "عمي"، والسبب هو أن الرجل الأنيق يعيش حياته كأنه شباب، والرجل العجوز يعيش حياته كأنه كهل .
اتصلت باستشاري متخصص وحاورته بالموضوع، فقال: إن الإنسان هو من يضبط ساعة عمره، والجسم بدوره يبرمج نفسه أوتوماتيكياً حتى مع تقدم العمر، فيطوي إحساسه وإيمانه وشعوره عنق الهرمونات والإنزيمات ، فتتأثر المعادلة الكيماوية للجسم، فيتبرمج كل شيء تلقائياً على العمر المضبوط بداخل عقله، فيعيش حياته كما هو مقتنع بها ..!!!
وهكذا تستمر حياته "بداخله يعيش حياة شباب"، فيتأثر خارج جسمه بإشارات وأوامر من الداخل إلى الخارج فتتقبل كل ملامح الجسم بالعمر المحدد، وأهمها العناية بالنظافة الشخصية ، والاهتمام بالهندام الخارجي والصحة العامة .
فمثلا ذلك الرجل الأنيق عمره الحقيقي خمسة وستون سنة، ولكنه ضبط عمره عندما كان بالخامسة والثلاثين سنة، وظل يلبس ويتهندم وكل شيء يستعمله بهذا العمر حتى مع كبر سنه الحقيقية، فلم يأبه للسنين، ولم يأبه للناس، ومازال يعيش حياته، ويأنس بها. أما الرجل العجوز، فهو بنفس عمر الآخر، لكن يعيش حياة الكهل، وهو "الاستسلام" للعمر والظروف، وتعرية الحياة، وقلة بالصحة، والفقر، وانحناء بالظهر، وتذمر طيلة الوقت، والكثير من العوامل التي وضعته بدائرة الطاعنين بالسن .
أخي الرجل، أختي المرأة: عش حياتك لحظة بلحظة، فالعمر يمضي، وساعتك بيدك، وجسمك ينتظر أوامرك، فإن كنت تريد السعادة والحياة المتفائلة المبتسمة، فاضبط ساعة عمرك من الآن...