يا صاحِبَيَّ دَنا الأَصيلُ فَسيرا
يُروى أن هناك رجلاً اسمه عراده من قبيلة نمير وكانت من أشهر القبائل بعددها وقوتها وكانوا يفتخرون بين القبائل بقبيلتهم ،وكان عراده نديماً للشاعر الفرزدق وحدث أن زاره قريباً له وهو الشاعر الراعي النميري وطلب عراده منه أن يكتب شعرا يُغلب فيه الفرزدق على جرير وألحَ عليه بالطلب فقال الراعي النميري :
|
يا صاحِبَيَّ دَنا الأَصيلُ فَسيرا غَلَبَ الفَرَزدَقُ بِالهِجاءِ جَريرا |
فبلغ البيت جرير فقابل الراعي النميري وقال له "أنا وابن عمي و يقصد الفرزدق نشتم بعضنا صباح مساء فما عليك غلبة المغلوب وليس لك غلبة الغالب فإما ان تدعني أنا وابن عمي او تُغلبني عليه "
لكن ابن الشاعر النميري واسمه جندل قام بإهانة الشاعر جرير و شتمه أمام جمع من الناس فما كان من جرير الا أن توعده بالانتقام منه .
وأعد له في اليوم التالي قصيدة تتكون من97 بيت من الشعر، فأتى سوق المربد بعد أن احتل الناس مراكزهم وأسرج ناقته عند مجلس الفرزدق والراعي النميري وألقى قصيدته,وأُطلق عليها الدامغة لأن جرير دمغ بها الراعى النميرى أي أصاب دماغه ويقال أنه مات كمدا من هجاء جرير.
ومن أشهر أبيات القصيدة :
فغُض الطرفَ إنك من نميرٍ فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
فقال الشاعر النميري لابنه "بئس ما كسبنا كسبنا قومنا " وقال لاصحابه " رحالكم لا مقام لكم ها هنا فضحكم جرير ".
بعد هذه القصيدة وهذا البيت تحديداً وصل الراعي النميري الى قومه فعرف ان البيت سبقه فخرج عليه ابناء القبيلة يقولون له و لابنه : "قبحكم الله وقبح ما جئتومونا به". ومنذ ذلك الحين لم تقم لقبيلة نمير قائمة حتى بدأ أبناء القبيلة يغيرون نسبهم و ينتسبون الى قبائل أخرى .