لو كان الأمر بيدي!!

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

منقول ..

لو كان الأمر بيدي، لحوّلت كل غرف "الضيوف" في علب الكبريت الاسمنتية التي نسكنها، إلى غرف للعب الأطفال...

 

كنت سأرمي تلك السجاجيد العجمية المزركشة التي يحرم تصويرها أو لمسها، وأفرش بدلا منها عشبا صناعيا أخضر.. أو سجادا ملوناً ومليئاً بصور الحيوانات، يركض فوقه الأطفال كيف شاؤوا.. ويسكبوا فوقه ما شاؤوا.. كنت سأقذف من النافذة كل تلك الأرائك الفخمة الجامدة مذهّبة الأطراف التي لا تستخدم ساعة واحدة في الأسبوع، وأضع بدلا منها مراجيح وألعاب وصناديق خشبية صغيرة..

 

لو كان الأمر بيدي، لاستفدنا من مساحات بيوتنا.. وألغينا ذلك المكان البارد المغلق والقناع الذي صنعناه فقط لنبهر الآخرين، واستقبلنا الناس في غرفة المعيشة بدلاً من غرفة الضيوف.. بوجوهنا الحقيقية وحياتنا الحقيقية.. في الأماكن التي تشبهنا ونشبهها.. ونقضي فيها فعليا معظم يومنا.. دون أن نصاب بنوبة قلبية إذا ما لاحظ الضيف بقعة على السجادة ، أو تداهمنا ذبحة صدرية إذا ما لمح فردة جراب حائرة تبحث عن توأم روحها بلا جدوى.. ودون أن تحمرّ خدودنا أو تعرق جباهنا إذا ما اكتشف الزائر أننا عائلة طبيعية..

لو كان الأمر بيدي.. لاخترت أن يكون ما نشعر به في صدورنا، أولى ألف مرة من انطباعات الناس عنا.. ولاخترت أن تكون مساحة ما نحبّ أن نفعله في حياتنا، أكبر بكثير من مساحة ما يجب علينا فعله.. أو ما هو متوقع منا فعله..