لو أمطرت السماء حرية

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

على رأي افلاطون..

لوأمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات ..

تقول الحكاية:

بعد أن انتهى الجزار من سنِّ سكينه و تجهيز كلاليبه ، دخل إلى وسط الزريبة فأدركت الخرفان بحسها الفطري أن الموت قادم لا محالة ووقع الاختيار على أحد الخراف، وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة ولكن ذلك الكبش كان فتياً وذا بنية قوية فتجاهل الوصية رقم واحد من دستور القطيع -

والتي تقول: حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويُعرِّض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر...

قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي؛ فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف؛ فلا أعتقد أنها ستضرني !!!

وانتفض ذلك الكبش وفاجأ الجزار واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع ،فنجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره ..

و لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً فالزريبة مكتظة بالخراف فأمسك الجزار بخروف آخر وجرَّه من رجليه وخرج به من الزريبة وكان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يُبْدِ أية مقاومة إلا صوتاً خافتا يودع به بقية القطيع .

وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر

بينما كان الكبش الشاب يفكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه وكانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره

 و لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً؛ فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب و نجح الكبش بكسر الحاجز ونادى الرفاق ليهربوا ولكنهم كانوا جميعاً يشتمونه ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث.

و اجتمعوا و تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار...

وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً وليس مفاجئاً للكبش الشجاع ...

وفي صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله؛ فكانت المفاجأة أن سياج الزريبة مكسور ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد ...

ثم كانت المفاجأة الثانية...

 حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً.. وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح!!!

نظرت الخراف بالاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف (الإرهابي)

الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر وكانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف.. حتى إنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء:

أيها القطيع.. كم أفتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم

في كل مرة أتعامل معكم :

أيتها الخراف الجميلة.. لدي خبر سعيد

 سيسركم جميعاً.. وذلك تقديراً مني لتعاونكم منقطع النظير ...

 أنا وبداية من هذا الصباح لن أُقْدِم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخ بالقوة كما كنت أفعل من قبل.. فقد اكتشفتُ أنني كنت قاسياً عليكم، وأن ذلك يجرح كرامتكم.. كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ.. فإذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ..

فليأت واحد بعد الآخر.. وتجنبوا التزاحم

وفي الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم:

(لا... للمقاومة)