لا تعِش وحدك
لا تعِش وحدك، ولا تمشِ وحدك، ولا تكن في أي أمر وحدك، ادع الله أن يؤنسك بمن يألفك وتألفه في خلقه، وأن يطيب روحك بيدٍ حنون فيها من رحمته…
ويطبب جرحك بلسانٍ لين فيه من مودته، ويذهب قرَحك ببلسمٍ دافئ فيه من بركته، وأن لا يكتب عليك الوحدة ولا الوحشة، وأن ينفيهما عنك بأُنس في نفس لا تشق عليك، وأن يهبك من يسقيك ولا يشقيك.
لا تمثل، لا تكابر، لا تدّعي أنك بخيرٍ بعيداً عن الناس، أنت بخير بعيداً عنهم، لكن يفوتك معظم الخير في أحدهم، لا تدعه تائهاً عنك، ولا تتركه ضائعاً بينما أنت قادر على هديه إليك بدعاء صادق.
الأُنس هو الأصل في الموضوع، ولعلي أزعم أن معنى الإنسان لم يأتِ من النسيان بقدر ما أتى من حاجة الإنسِ إلى الأُنس.
منقول