كيساً المسامير

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

يروى ان هناك أب أعطى لإبنه يوماً كيساً مليئاً بالمسامير وقال له:

يا بني كلما أهنت شخص أو ضربت شخص أو جرحت شخص إذهب إلى سور الحديقة وأطرق فيه مسماراً

لم يفهم ذلك الولد لماذا طلب والده منه ذلك ولكنه إمتثل لأمر والده وأصبح كلما يظلم أحداً أو يصرخ بوجه أحد أو يجرح أحداً يطرق مسماراً في ذلك السور

 ومع مرور الأيام أصبح الولد أكثر تحكماً في نفسه وإنخفض عدد المسامير التي يطرقها كل يوم في السور إلى أن وصل اليوم الذي لم يطرق فيه ذلك الولد أي مسمار في السور

فطار الولد من شدة الفرح وذهب إلى والده وأخبره بذلك قال له والده: أحسنت يا بني أنت الآن شخص تتحكم في نفسك وفي أعصابك ولكن مهمتك لم تنته بعد

إستغرب الولد وقال:

وماذا أفعل بعد ذلك يا أبي ؟؟؟

قال الأب: كل يوم يمضي ولا تزعج أو تجرح أو تظلم فيه أحداً انزع مسماراً من ذلك السور

مضت الأيام وإستمر الولد في نزع المسامير في كل يوم لا يؤذي فيه أحداً إلى أن وصل اليوم الذي نزع فيه الولد آخر مسمار في ذلك السور فطار الولد من الفرح وذهب إلى والده ليخبره بذلك وعندما أخبره أخذ الأب إبنه إلى السور وقال أحسنت يا بني فأنت لم تصبح شخص متحكم في أعصابك فقط

ولكنك أصبحت شخص طيب ولا تؤذي أحداً ولكن أنظر إلى الثقوب في السور التي خلفتها تلك المسامير

لقد إستطعت يا إبني أن تنزع المسامير التي طرقتها ولكنك لا تستطيع محو تلك الثقوب التي تركتها المسامير

وكذلك هم البشر يا بني عندما تجرح أحدهم فأنت تطرق مسماراً في قلبه قد تستطيع أن تعتذر وتنزع ذلك المسمار ولكنك لن تنزع أثره وسيبقى ذكرى مؤلمة في حياة ذلك الشخص .

لذلك يا إبني لا تجرح الآخرين أو تؤذيهم بكلماتك فإنك لن تستطيع محو ذلك الجرح إلى الأبد .ولذلك عليك أن تحفظ لسانك وتكون لك أثر طيب عند الناس .وهكذا علمنا ديننا الاسلامي الحنيف .

منقول