كان الصمت سيد الموقف!!
سجلت إحدى المحاكم قضية إنسانية غريبة جداً، حيث قامت مؤخراً امرأة طاعنة بالسن وتمتلك ثروة طائلة بطلب نفقة من أبنائها الثلاث، وعندما امتنع أبناؤها عن مساعدتها توجهت للقضاء لينصفها.
في أولى الجلسات أمام القاضي، لم يأتي أحداً منهم، فجلست الأم وحيدة بين بيدي القاضي، كانت عيونها تراقب الباب باستمرار وتكرر ذات السؤال: "ألم يأتوا؟"
الغريب في الأمر أنها لا تحتاج للنفقة، بل يُذكر أن رصيدها في البنك عالي جداً، عدا عن شقتين بأحد الأحياء الفارهة مسجلة باسمها.
وبعد محاولات عدة من القضاء لجلب الأبناء والأم معاً لساحة المحكمة لفصل الخلاف بينهم..
في الجلسة الأخيرة، حضرت الأم والأبناء، وفجأةً توجه أحدهم بألفاظ حادة جداً للأم عدا عن اتهامها بالجشع، انفجرت الأم على الفور تبكي وتصرخ قائلةً: لا أحتاج مال ولا أي شيء، ما أريده فقط هو رؤيتكم، أنا مشتاقة لكم، لا تزورونني ولا تتصلوا بي، حتى جيراني يسألونني دائماً أين أبناؤكِ؟
"لذا توجهت للقضاء لأجبركم على الجلوس أمامي ورؤيتكم بحجة النفقة،
أعلم بأنكم منشغلين مع زوجاتكم وأطفالكم.. ولكن لماذا نسيتموني؟!"
ذُهل الحضور والقاضي لما سمعوا، الصمت كان سيد الموقف، حتى أبناؤها لم يجدوا كلمة واحدة ليردوا عليها.
وجه القاضي سؤالاً مباشراً لها: سيدتي.. هل تريدين أن تستمري بالقضية؟ فأبناؤك على استعداد لدفع النفقة..!
قالت: كلا، لقد رأيتهم ..
غادرت الأم باحة المحكة وهي تردد: رأيتهم.. رأيتهم!