فيضان البيرة العظيم

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

فيضان البيرة العظيم

في أحد الأيام، كان أحد الموظفين يقوم بوظيفته كالمعتاد في أحد فنادق مدينة لندن، وعلى حين غرّة، داهم فيضان هائل فندقه، فانهار المبنى فوق رأسه.

العجيب في الأمر لم يكن الفيضان، فالعالم يشهد الكثير من الفيضانات بفعل الماء.

لكن ذلك الفيضان كان مختلفاً، لأنه فيضان من البيرة.

بدأ فيضان بيرة لندن في مصنع "ميوكس" للبيرة، الذي كان يملك أكبر خزان تخمير في مدينة لندن بكاملها، بارتفاع 6,8 أمتار تقريباً وعرض 227 متر أيضاً، وبسعة تخزين قُدرت بـ511,000 ليتراً.

ظنّ أصحاب المصنع أن مخزنهم آمن، لأن الخزان كان ملفوفاً بـ29 حزاماً معدنياً حول وسطه.لكن اطمئنانهم لم يكن في مكانه، ففي أحد الأيام قُطع أحد الأحزمة مما جعل الخزان غير متزن وبدأ بالاهتزاز، وبعدها تقطعت الأحزمة الـ28 الأخرى من تلقاء نفسها مما سبب تحرر الجزء الأوسط من الخزان مطلقا بذلك أكثر من 500 ألف ليتر من البيرة.

أدت قوة تدفق الفيضان الناتج عن الخزان الكبير إلى انهيار بقية براميل التخزين الموجودة في المصنع، مما أدى لتدفق أكثر من مليون ونصف مليون ليتر من البيرة من المصنع بسرعة كبيرة للغاية.

لسوء الحظ، كان المصنع محاطاً بمنطقة سكنية مكتظة بالسكان، وتدفق الفيضان بشكل مباشر إلى وسط المنطقة، مما تسبب بفوضى كبيرة جداً.

دُمرت بعض المباني من أساساتها كما جرّ هذا الطوفان الناس معه في الشوارع، رافعاً إياهم مع سيل البيرة الجارف الذي تسبب في وفاة ثمانية أشخاص.

أحد الأشخاص كان رجلاً يعمل في فندق، فدمر الفيضان المبنى ليُسحق تحت الركام، وجرف الفيضان فتاة صغيرة وصديقتها اللتان كانتا تتناولان الشاي خارج المنزل عندما جرهما الطوفان مع كاسات الشاي إلى حتفهما، وقُتل 5 آخرون عندما انهار المبنى الذي كانوا يرتادونه للقيام بأعمالهم.

اختفى هذا الطوفان بعد ذلك بنفس السرعة التي ظهر بها، والطرافة أن عشاق البيرة في تلك المنطقة خرجوا من كل حدب وصوب مسرعين يحملون بالأواني والمقالي والغلايات والكؤوس وكلهم يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من البيرة المجانية التي ملأت الشوارع، وأولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على أي أداة مجوفة ليعبؤوا بها البيرة استخدموا أيديهم لنقل المشروب من الشوارع لبيوتهم، وأدت أعداد هؤلاء الكبيرة إلى حصول مصيبة أخرى وهي صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى الأشخاص الذين جرفهم الطوفان معه، مما أدى لوفاة بعضهم الذين كان من الممكن إنقاذهم.

استمر تنظيف الشوارع لفترة طويلة جداً، وبقيت رائحة البيرة في الشوارع لعدّة أسابيع، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً لإعادة الإعمار، وأموالاً طائلة.

قُدم صاحب المصنع للمحاكمة، لكن تمت تبرئته من كل القضايا التي رُفعت ضده، حيث رأى القاضي بأن تلك الفيضانات لم تكن سوى ”مشيئة الله“، ولم يكن بالإمكان منعها.