علبة شوكولا

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

علبة شوكولا ( قصة واقعيه )

يروي أحد الأطباء...

 قبل عدة أعوام كان لي جار متحدث لبق ، ومستمع جيد ، ومحاور هادئ ، وكان إنساناً اجتماعياً ومحبوباً، التقيت به في أحد الأيام وهو راكب سيارته وقد أثار استغرابي وجود أكثر من20 علبة شوكولا فاخرة بالمقعد الخلفي للسيارة فسألته : إلى أين أنت ذاهب يا جار ؟

فرد علي بابتسامة جميلة لم أفهم معناها ما رأيك بأن ترافقني ؟ فقبلت الدعوة

توجهنا إلى حي فقير جداً فأوقف السيارة ونزلنا منها حاملاً معه علب الشوكولا وتوجه إلى مجموعة من البيوت

دق الباب على البيت الأول ففتح أولاد صغار وعندما رأوه قفزوا فرحاً ونادوا أمهم

جاء الرجل صاحب الشوكولا فأعطاهم علبة وتكلم معهم ثم استأذن..

ودق الباب على البيت الثاني ففتحت امرأة مسنة فأعطاها علبة" واستأذن  

وهكذا مع بقية البيوت ، وكل بيت كان قصة بحد ذاته وفي كل بيت سيمفونية جميلة ورائعة من المشاعر والأحاسيس

عندما انتهينا من توزيع علب الشوكولا وعدنا إلى السيارة وتوجهنا إلى البيت

سألته سؤال المتردد : شيء جميل ماصنعته ، ولكن لدي سؤال : لماذا لاتعطيهم مالاً يستطيعون شراء حاجاتهم بأنفسهم ؟

فضحك ضحكة" قوية" وكأن سؤالي أعجبه ثم التفت إلى الكرسي الخلفي وتناول علبة شوكولا

وقدمها لي وقال : افتحها يا دكتور ففتحت العلبة وأنا مترقب وكلي شوق لرؤية ما تحتويه

وجدت فيها بالإضافة للشوكولا مغلفاً فيه مال فزادت حيرتي وقلت : لماذا لا تعطيهم المال مباشرة" يا جار ؟ لماذا بداخل علبة الشوكولا ؟

 

فقال لي :يا دكتور أنا إنسان أحب الشوكولا وآكل منها كل يوم

والله تعالى قال :"لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ"

الصدقة فن . الفقير يشتهي كما نشتهي وعلى حسب قدر السلعة يكون مكيالها

أعمال الدنيا مقياسها..( الحديد – بالطن)( الفاكهة .. بالكيلو)( الذهب .. بالجرام)    

أما أعمال الآخرة .. بالذرة

{ألا إن سلعة الله غالية  ... ألا إن سلعة الله الجنة}