د. مصطفى محمود 

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

إن الإنســان يبدأ حيـاته  يتـدفق بالحـب و الحنـان و التـفـاؤل و الثقـة  ثـم يجـف هـذا النبـع العـاطفـي فى قلبـه كلمـا كبـر و يتحـول مع الزمن إلى عجـوز أنـانى بخيـل لا يحـس إلا بمصـلحتـه و لا يجـرى إلا خلـف منفعتـه ..

 

و السـبب أن أحـلامه الصـغيرة وعواطفـه الصافيـة تصطــدم مرة بعـد مرة بمـا يخيـب أمله و يزلزل ثقتـه فى الدنيـا و فى النـاس

حبيبته تهجره و زوجته تكذب عليه  و صديقه يستغـله و لا يجد فى قلبه رصيـدا يغطـى هذا الفشـل  و يحفـظ له ابتسـامته و تفاؤله فيفقـد النضـارة و يجــف و يقـســو ..

و يتحـول سخطـه إلى سـخط على الدنيـا كلها ..

و السـبب أنه لم يجد كفايته من الحنان  لم يجده فى الدنيـا  و لم يجده فى قلبـه  فـأفلـس 

و الدليــل على هذا أن القلــب الكبــير لا يحـدث له هذا الجفــاف مهمــا كبـر و شـاخ ، لأنه يجد فى نفسـه القـدرة على بذل الحنـان دائمـا مهمـا حدث له و مهمـا تلقـى من صـدمـات ..

إن مشـكلتنـا جميعـا هي .. حاجتنا إلى الحــب .

د. مصطفى محمود  . .

من كتــاب / 55 مشــكلـة حـــب