البالون و فنون الحياة
يقول شكسبير فى أحد مؤلفاته:
"لو أن الله رزقنى ابناً، سأجعل البالون أهم ألعابه، وسأشتري له منه دائماً، لأن لعبه بالبالون سيعلِّمه الكثير من فنون الحياة"
أولاً:
سيعلِّمه أن يصبح كبيراً ولكن بلا ثقل أو غرور، حتى يستطيع الارتفاع نحو العُلا
ثانيًا:
يعلِّمه أن فناء ما بين يديه فى لحظة، وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، لذلك يجب عليه ألا يتشبث بالأمور الفانية ولا يهتم بها إلا على قدر معلوم
ثالثًا:
أهم شىء سيتعلمه ألا يضغط كثيراً على الأشياء التى يحبها، وألا يلتصق بها لدرجة إيذائها أو كتم أنفاسها، لأنه سيتسبب فى انفجارها وفقدانها للأبد، بل عليه إعطاء الحرية لمَنْ يحبهم
رابعا:
سيفهم أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النَّفْخ الزائد فى البالون، وستكون العاقبة والنهاية أنه سينفجر فى وجهه وسيؤذى نفسه بنفسه
وفى النهاية:
سيدرك أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع كالبالون المربوط بخيط حريرى لامع، ومع ذلك نراه يرقص فى الهواء غير آبِه بقصر مدة حياته أو ضعف ظروفه وإمكانياته. نعم سأشتري له البالون باستمرار وأحرص أن أنتقى له من مختلف الألوان حتى يُحِب ويتقبَّل الجميع بغضِّ النظر عن أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم