إسهار بعد إسهار
بعيدا عن السياسة
---------------
تأخر محمد عبد الوهاب في سهرته بمنزل عاصي الرحباني وتأهب للمغادرة مودعا ، فقال له عاصي محاولا ثنيه عن المغادرة
"إسهار بعد إسهار ت يحرز المشوار"
تجمد عبد الوهاب - وهو الذي يتذوق الكلمة- طالبا من عاصي ان يكمل العبارة ... فتابع عاصي قائلا :
كتار هو زوار ....شوي وبيفلوا
وعنا الحلا كلو... وعنا القمر بالدار
ورد وحكي وأشعار ...بس إسهار
غادر عبد الوهاب ولَم ينم الليل حتى كان هذا المقطع ملحنا كاملا. وفِي اليوم التالي وبعد ان سمع عاصي المقطع أضاف اليه :
بيتك بعيد وليل ... ما بخليك ترجع
احق الناس نحنا فيك
راح فتح بوابي ... وانده على أصحابي
قلن قمرنا زار ... وتتلج الدنيا اخبار
بس إسهار
والنوم ... مين بينام غير الولاد
بيغفوا ... وبيروحوا يلملموا أعياد
ما دام انك هون ... يا حلم ملوا الكون
شو هم ليل وطار ... وينقص العمر نهار
بس إسهار
وأتم عبد الوهاب لحن الاغنية وقدمها لفيروز. وعندما سئل عبد الوهاب عن الذي أعجبه بالجملة قال : حرف التاء الذي قام مقام كلمة طويلة بالعامية المصرية وهي "علشان"، فأحب رشاقة العامية اللبنانية في اختزالها التعبير بهذا الشكل الجميل.
وكانت رائعة إسهار بعد إسهار و التي غنتها السيد فيروز
وهكذا فإن العبقرية عندما تتكامل (عبد الوهاب-الرحباني-فيروز) تصبح نجاحا لا يرقى اليه شك.
منقول